روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات ثقافية وفكرية | الأسلوب القصصي.. هو أسلوب رباني

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات ثقافية وفكرية > الأسلوب القصصي.. هو أسلوب رباني


  الأسلوب القصصي.. هو أسلوب رباني
     عدد مرات المشاهدة: 3722        عدد مرات الإرسال: 0

السؤال.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: أنا قارئة مبتدئة وغير منتظمة، وأحب قراءة الروايات والقصص، وخاصة تلك التي تناقش مواضيع اجتماعية.

ولكني أريد منكم أن تعطوني قائمة بعناوين الروايات التي ترون أن الأولى قراءتها وأنها أمهات الروايات.

وشكرا جزيلا.

الإجابــة.. بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ نريمان حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن هذه الرغبة في قراءة القصص والراويات هي رغبة بحمد الله تعالى لست بمذمومة بل هي رغبة حسنة لطيفة، فإن النفس البشرية تميل إلى القصة الممتعة التي تجم النفس وتروح عنها وتزيل السآمة من طول مطالعة الكتاب وتصفح أوراقه.

ولكن لا بد مع النظر في المتعة الأدبية النظر كذلك إلى الفوائد والعبر التي تقتطف من هذه القصة ومن تلك الرواية، ولهذا جاء في القرآن الكريم قصص كثيرة متنوعة ذكر الله تعالى فيها الأمثال البعيدة والقريبة وصرف فيها أحوال الأمم ودخل ذلك في خفايا النفوس، وذكر في هذه القصص العجائب من الحوادث والغرائب من تصرفات البشر.

وكانت طريقة القرآن في القصص متنوعة في غاية التشويق للنفس، فتارة تكون القصة مطولة مع سرد أحداثها بشيء من التفصيل، وتارة قصيرة موجزة، وربما يصل الإيجاز في القصة إلى أن تكون في آيتين أو ثلاث من قصار الآيات، وربما طالت القصة حتى تأخذ الصفحات الطويلة؛ كل ذلك في موضعه المناسب وللحكمة البالغة العظيمة.

ثم بيَّن جل وعلا الحكمة العظيمة الجليلة من هذا القصص بآية محكمة جامعة؛ فقال جل ثناؤه:{لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب – أي لأصحاب العقول – ما كان حديثاً يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدىً ورحمة لقوم يؤمنون}.

وكذلك كان شأن النبي صلى الله عليه وسلم فقص على أصحابه الكرام وعلى أمته من بعده القصص الكثير في أحاديثه الثابتة عنه صلوات الله وسلامه عليه، كل ذلك لأن قطف العبرة والثمرة من القصص هو المطلوب أساسا، مع ما في القصة من الفائدة العظيمة اللطيفة التي تجم النفس وتبهجها وتسهل عليها أخذ الفائدة.

ونحن نود من نظرك الكريم أن يتجه بداية إلى القصص القرآني وإلى الغور في فوائده والنهل من ثماره؛ لأن أعظم القصص على الإطلاق هو قصص القرآن، فإنه حق كله وحكمة كلها، مع ما في ذلك من الأسلوب المعجز الذي يأخذ بالألباب.

فما رأيك مثلاً لو جعلت همتك إلى البداية في سرد جميع القصص القرآني بحيث تنهلين من هذا المنبع الأصيل الصافي لتنتقلي بعد ذلك إلى القصص النبوي وللاستفادة بعد ذلك من القصص الذي قد كتب في هذا المجال.

وأيضاً فهناك التعرف على سير أمهات المؤمنين والصحابة والتابعين – رضوان الله عليهم أجمعين –، فإنك بذلك ستنهلين مناهل شتى ستستفيدين أولاً من الناحية الإيمانية؛ فإن مطالعة أحوال الصحابيات وأمهات المؤمنين وسير الأئمة الأعلام تعطيك المثال الحي لطاعة الله فتنشط نفسك وتنبعث همتك بالاقتداء بهم.

وأيضاً فإنك ستعيشين معهم وستشعرين بتعلق قلبك بهم، فإن التعرف على أحوالهم وسيرهم يوجب حبهم وتعظيمهم، مضافاً إلى ذلك أنهم كانوا أكمل الناس عقلاً وفهماً وأعلاهم ديناً واجتماعاً، فستحصلين الفوائد الاجتماعية عدا ما تحصلينه أيضاً من الفوائد العلمية الثابتة المحكمة.

لاسيما إذا سيق ذلك بأسلوب قصصي ممتع، كما في سلسلة صور من حياة الصحابة وكذلك صور من حياة التابعين، وهذه سلسلة قيمة سيقت بأسلوب لطيف بليغ ماتع.

وأيضاً فهناك مطالعة أعظم سيرة، إنها سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنحن الآن نوكد عليك أن تبدئي أولاً بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم حبيبك الذي تؤمنين به لتجدي في هذه السيرة العبرة والاقتداء والاستفادة في دينك ودنياك، فإن سيرته صلوات الله وسلامه عليه حافلة بالمواقف الإيمانية التي لا يبلغ قدرها.

وأيضاً فإن نبيك صلوات الله وسلامه عليه كان الزوج الحبيب والصديق المؤانس والقائد المدبر، وكان فوق ذلك رسول الله الذي ختم الله به الرسالات وأنزل عليه أعظم كتاب، فسيرته أعظم السير وهديه أكمل الهدي، فابتدئي بهذه السيرة.

وانهلي من متعتها الأدبية التي هي في أعلى مراتب البلاغة وحسن الأسلوب، ونحن نختار لك كتاباً سهل المأخذ ميسر العبارة قريب التناول وهو كتاب (الرحيق المختوم) فإنه وسط بين الإيجاز والتطويل، فابدئي به، ثم ابدئي بعد ذلك بالسلسلة التي أشرنا إليها (صور من حياة الصحابة والتابعين)، وبعد ذلك سيكون مشروعك القصة القرآنية، ولعلك أن تكوني يوماً قلماً يكتب في هذا القصص العظيم.

ونحن بانتظار رسالتك الكريمة بعد أن تُنهي كتاب (الرحيق المختوم) لتذكري لنا شيئاً من النتائج التي توصلت إليها من هذه القراءة، وإلى رسالتك القادمة نسأل الله عز وجل أن يشرح صدرك وأن ييسر أمرك.

وبالله التوفيق.

الكاتب: أ/ الهنداوي

المصدر: موقع إسلام ويب